وتواصل دولة الاحتلال التركي سرقة حصة السوريين من مياه نهر الفرات، إذ انخفض الوارد المائي من نهر الفرات المتدفق من الأراضي التركية إلى الأراضي السورية من 500 متر مكعب إلى 200 متر مكعب في الثانية منذ الـ 27 من شهر كانون الثاني/ يناير المنصرم.
'تلوث وأمراض خطيرة تهدد المنطقة'
محمد طربوش، من إدارة السدود في شمال وشرق سوريا، حذّر من تلوث مياه الشرب وظهور الأمراض الخطيرة، جراء انخفاض منسوب المياه بنسبة كبيرة.
وقال: "نحن أمام كارثة حقيقية فيما يتعلق بمياه الشرب لأن انخفاض منسوب النهر أدى إلى تلوث المياه، وتدفق الطحالب والصدف التي تؤدي إلى ظهور الأمراض الخطيرة مثل الكوليرا التي تظهر عادة في فصل الصيف الذي نحن مقبلون عليه، وأغلب المدن الكبرى في شمال وشرق سوريا تعتمد على مياه نهر الفرات في تأمين مياه الشرب".
كما حذّر محمد طربوش من أنهم مقبلون على كارثة حقيقية أخرى في الأيام المقبلة فيما يتعلق بالزراعة لأن آلاف الهكتارات من الأراضي المزروعة بالقمح المروي تعتمد بشكل أساسي على نهر الفرات وخاصةً في الرقة والطبقة ودير الزور، وتحتاج إلى مياه الري خصوصًا مع الجفاف الذي تعيشه المنطقة نتيجة نقص معدل الأمطار هذا العام.
وأوضح طربوش أن "انخفاض منسوب نهر الفرات أثر بشكل سلبي على الطاقة الكهربائية، لذا على الأهالي أن يكونوا مرشدين في استعمال الكهرباء"، مشددًا على ضرورة قيام الأهالي بترشيد استهلاك الكهرباء وهو ما سيمكنهم من إمداد المنطقة بساعات إضافية من الكهرباء خلال هذه الفترة.
'مياه الشرب وسقاية الأراضي من أولوياتنا'
وعن آلية عمل السدود، قال محمد طربوش "نقوم بتجميع المياه في السدود لمدة 16 ساعة، لنمد بعدها مناطقنا بالكهرباء لـ 8 ساعات في اليوم، ولم يعد للسدود قدرة على تحمّل الانخفاض أكثر من هذا، لذا سنضطر لإيقاف السدود وقطع الكهرباء عن المنطقة إذا استمر الحال لأسابيع قليلة أخرى، لأن مياه الشرب وسقاية الأراضي هي أولى من الطاقة الكهرباء".
'الاعتماد على سد الفرات'
ونتيجة انخفاض منسوب نهر الفرات إلى الحد الأدنى في سد تشرين "روج آفا"، تضطر إدارة السدود في شمال وشرق سوريا إلى الاعتماد على سد الفرات، ويقول طربوش في هذا السياق: "لم تطرأ أي زيادة على مياه النهر منذ بداية انخفاضها، لذا قمنا بإيقاف سد تشرين "روج آفا" عن العمل، وقمنا باستعمال المياه المجمعة فيه لتغذية المنطقة بمياه الشرب وسقاية الأراضي الزراعية، ولكن هذا الأمر لن يطول أكثر من يومين، وسوف يتوقف عن الخدمة إذا استمرت تركيا بحبس تدفق المياه إلى سوريا".
وتابع: "نحن نعتمد حاليًّا على سد الفرات "الطبقة"، لأنه يمتلك خزانًا كبيرًا يحتوي على 14 مليار متر مكعب، وقمنا بتصريف أكثر من 8 مليار متر مكعب منه وبقي فيه أكثر من 6 مليار متر مكعب، في الأيام القليلة القادمة سنستخدمها لمياه الشرب؛ لأننا لا نستطيع تصريف كمية المياه كلها لتوليد الكهرباء".
(ج)
ANHA