​​​​​​​مجلة "آفاق المرأة" مرجع لكل باحثة عن حقيقة الحياة

تمثّل مجلة آفاق المرأة التي صدر عددها الأول قبل عدة أيام، روح وذهنية كل امرأة باحثة عن ذاتها وحقيقتها، ومنبراً يعبّر عن تجارب النساء في شمال وشرق سوريا ضمن الثورة. 

تدير المرأة التي قادت ثورة 19 تموز في روج آفا وشمال وشرق سوريا، اليوم، كافة الساحات الاجتماعية والسياسية والثقافية، وصولاً إلى الإعلامية والأدبية، مواجِهة كافة الصعوبات التي تعيق طريقها نحو التطور والحرية.

إن عملية البحث عن الحرية والحقيقة التي لطالما نادت بها المرأة، طيلة 12 عاماً من عمر هذه الثورة، لا تزال جارية في مسارها النضالي، لكن بطرق وأشكال مختلفة، ويتلخص هذا النضال اليوم، في واحدة من هذه المسارات وذلك ضمن مجلة "آفاق المرأة".

ما هي مجلة "آفاق المرأة"

"آفاق المرأة"، مجلة سياسية وفكرية وثقافية، ذات مضمون متنوع يحكي قضايا المرأة، وتُعرّف بالنساء السياسات والمناضلات والمثقفات والفنانات وجميع اللواتي يبذلن جهوداً حثيثة في سبيل إظهار حقيقة وهوية المرأة، وتصدر كل شهرين، باللغة العربية.

كما تتضمن سرداً لكافة الفعاليات النسائية المتنوعة التي تقام في شمال وشرق سوريا على مدار شهرين، إلى جانب احتوائه على قسم خاص باللقاءات مع شخصيات تعمل في المنطقة.

كذلك تسلط الضوء على تحليلات القائد عبد الله أوجلان للنساء والمجتمع ضمن قسم مخصص، بالإضافة إلى أقسام أخرى مثل (آفاق فكرية وتتضمن مقالات وتحليلات للنساء من كافة المكونات عن ملف العدد - حوار العدد - رؤية سياسية - الخالدات - صدى الروح وهمسات شعرية ونشاطات وفعاليات).

إبراز دور المرأة وتثقيفها

عن ذلك، قالت رئيسة تحرير مجلة "آفاق المرأة"، نرجس إسماعيل: "ضمن الظروف التي تمر بها شمال وشرق سوريا من كافة النواحي، العسكرية والسياسية والاجتماعية، وخاصة الجانب المتعلق بوضع المرأة والأطفال، بدأنا النقاش حول إصدار مجلة باللغة العربية مع بداية العام، وعلى أساسه بدأنا تدريباتنا واستعداداتنا".

وبيّنت أن الخطوة الأولى نحو إصدار المجلة كانت عبر تشكيل فريق نسائي خاص للتدريب على التدقيق اللغوي وإنديزاين (برنامج يستخدم لتصميم ونشر الكتب والمجلات والمنشورات وغيرها)، مشيرة إلى أنه "لطالما كانت أنظار المجتمع متوجهة نحو الرجل لا المرأة، من ناحية التعليم والتطور الفكري"، مرجِعة سبب ذلك "إلى تأثير النظام السابق عليهم وافتقار المنطقة لإعلام يبرز دور المرأة أو حتى يفتح المجال أمامها للتعريف بذاتها بشكلٍ حر".

تطور المجال الإعلامي بمشاركة المرأة

ورأت رئيسة تحرير "آفاق المرأة"، أن ثورة 19 تموز عام 2012، أصبحت ميراثاً لنضال المرأة ضمن الظروف الصعبة والشاقة في المجال الإعلامي، وساعدت بشكل كبير على إشراكها في كافة المجال وخاصة في الإعلام.

ولفتت الانتباه إلى المجلات النسائية التي صدرت خلال الثورة، وقالت: "لن أتمكن من الحديث عن مجلة "آفاق المرأة" دون التطرق إلى ميراث سنوات طويلة من العمل الشاق للنساء اللواتي سعين لتطوير هذا المجال، فأنا كنت واحدة من اللواتي شاركن في إصدار مجلة (صوت الحياة) عامي 2015- 2016 باللغة العربية، ومجلة "Asoya Jinê" باللغة الكردية المؤلفة من 80 صفحة، وتوزيعها ضمن ظروف صعبة على كل امرأة في المنطقة".

أول مجلة تطرقت لشؤون المرأة

مضيفة "بالعودة إلى تاريخ الشعب الكردي، فإن مجلة "صوت المرأة" هي المجلة الأولى التي أرادت فيها النساء النقاش حول حقوقهن ضد حكومة ما، والتي كانت تصدر من بغداد عام 1953، وتناولت عدة مواضيع منها، العنف الممارس ضد المرأة".

وعن قصص النساء في كردستان، أوضحت نرجس إسماعيل أن النساء في كردستان كن يروين قصصهن شفهياً قبل إصدار المجلات، مشيرة "أقصد بذلك أن المرأة أمسكت بزمام الثورة والنضال وعرّفت نفسها على أنها حقيقة للحياة وليست ضلعاً قاصراً أينما كانت".

وانطلاقاً من ذلك، ومن حقيقة المرأة شمال وشرق سوريا وعموم سوريا، دعت الحاجة إلى إصدار مجلة "آفاق المرأة" كما ذكرت رئيس تحرير المجلة.

وتتخذ مجلة "آفاق المرأة" محور معين في كل عدد، إذ إن محور "فلسفة Jin, Jiyan, Azadî هي فلسفة المرأة الحرة" هو الموضوع الأول الذي تطرقت إليه المجلة في عددها الأول الذي صدر قبل عدة أيام.

علّقت نرجس على ذلك بالقول: "العديد من النساء اللواتي شاركن في إصدار هذه المجلة لسن كاتبات أو متعلمات، لكنهن ذوات ذهنية وعلمٍ عميق استمددنه من ثورة 19 تموز".

إطلاق موقع المجلة

نرجس أكدت أن باستطاعة النساء الكاتبات خارج شمال وشرق سوريا المشاركة في محور العدد في المجلة، وأضافت: "نتحضّر لإطلاق موقع إلكتروني خاص بنا، كي تتمكن كل امرأة من قراءة المواضيع المدرجة ضمنه".

وتابعت: "منذ قرابة أسبوع، أصدرنا العدد الأول من المجلة، وتم توزيعها في عموم شمال وشرق سوريا، وصولاً إلى النساء في مناطق الطبقة ومنبج، وأعربن عن سعادتهن لتمكن "آفاق المرأة" من الوصول إلى كل امرأة، وسنسعى لطرح محاور تخص قضايا عدة تلامس واقع المجتمع، كما سنعمل على إصدار مجلة المرأة باللغة الكردية أيضاً، فنحن نكتب من أجل التاريخ".

(ي م)

ANHA


إقرأ أيضاً