حلّاق يحوّل باب رزقه إلى مكانٍ للترابط الاجتماعي

يمارس العمل الذي بدأه لإعالة أسرته اليوم كهواية وحول صالونه إلى مكانٍ لتوطيد العلاقات والتفاعل الاجتماعيّ.

جذب عددٌ من كبار السن اهتمامنا بجلوسهم أمام صالون حلاقةٍ رجّاليّة في شارع البلدية في مدينة قامشلو. وقد علمنا بعد تحدّثنا معهم، بأنّ أحدهم ويدعى عدنان كامل هو صاحب صالون الحلاقة.

وُلد عدنان كامل في قامشلو عام 1955 وامتهن مهنة الحلاقة الرجاليّة وهو في عمر الـ 22 عاماً.

في البداية، امتهن كامل هذه المهنة لإعالة أسرته وقد شكّلت مصدر رزقٍ له ولأسرته لفترةٍ من الزمن، لكن بعد أن كبر أولاده الخمسة وبدؤوا العمل، أخذوا عنه عبء إعالة الأسرة.

بنى عدنان كامل خلال عمله بالحلاقة، علاقاتٍ وثيقة مع العديد من زبائنه. بعبارةٍ أخرى، لقد بنى مجتمعاً مصغّراً لنفسه، ومن مميزات هذا المجتمع أنّ كل فرد من أفرداه ينتمي إلى مكوّن مختلف (الكرديّ، العربيّ، السريانيّ، الأرمنيّ). لذا فهو يمارس مهنته اليوم كهوايةٍ وتحول صالونه إلى مكانٍ لتوطيد العلاقات وتطوير التفاعل الاجتماعيّ.

هناك مقعدّ لكلّ منهم

ويقول عدنان كامل، إنه لا يحبّذ البقاء في المنزل، لذا يأتي إلى صالونه ويخوض محادثاتٍ عميقة وطويلة مع أصدقائه، فيما يواصل أيضاً ممارسة مهنته.

ما جذب اهتمامنا أيضاً، وجود مقعدٍ لكل فردٍ من أفراد مجتمع عدنان. إذ يوجد داخل المحلّ الصغير مقعد صغير من النوع الذي كان يُستخدم في المقاهي سابقاً لكّل فرد، إذ يتجمّعون يوميّاً للجلوس داخل المحل أو خارجه في حال كان الطقس جيّداً، ويتبادلون الحديث عن مختلف المواضيع.

أمّا آخر ما جذب اهتمامنا في صالون عدنان للحلاقة الرجاليّة، فقد كان شهادتين أخريين لا علاقة لهما بمهنة الحلاقة، إذ يُعلّق على جدران الصالون شهادتين لرياضة كمال الأجسام. ويقول عدنان إنّه كانت هناك صالةٌ لرياضة كمال الأجسام في الطابق الذي يقع أسفل صالونه وإنّه كان في شبابه يتوجّه إليها بعد العمل لممارسة هذه الرياضة. وقد شارك في مسابقتين لها إحداهما في دمشق عام 2004 والأخرى في اللاذقيّة عام 2005، وفاز فيهما. كما أنّه الآن مدرّبٌ لكمال الأجسام.

(ر)

ANHA


إقرأ أيضاً