نفذت السلطات العثمانية "مذبحة سيفو" بحق الأرمن والسريان بين عامي 1914-1923 ومجزرة ديار بكر وطور عابدين ومجزرة دير الزور، التي هاجر إليها عدد كبير من السريان والأرمن هربًا من الموت على أيدي العثمانيين.
فيما تعتبر مجزرة سيفو التي نفذتها السلطات العثمانية بحق السريان من أكثر المجازر وحشية ودموية، وبشكل خاص بحق المرأة السريانية والأرمنية في القرن العشرين، وقد أُطلق على هذه المجزرة اسم مذبحة سيفو نسبة إلى الطرق الوحشية التي قتل بها السريان، والتي كانت غالبيتها نحرًا بالسيف.
ولا توجد إحصائيات دقيقة للعدد الكلي للضحايا، غير أن الدارسون يقدرون أعداد الضحايا السريان بين 500,000 إلى 750,000 ضحية.
ويصادف الـ 24 من نيسان الذكرى الـ 106 لمجزرة "سيفو" الإبادة المنسية من قبل العالم، وبهذا الشأن التقت وكالتنا عددًا من النساء السريانيات اللواتي لازلن يذكرن القصص التي رواها لهن الأجداد عما فعله العثمانيون بهم.
المواطنة السريانية، صباح شابو، التي نزح أجدادها هربًا من المذابح واستقروا في مدينة قامشلو، استذكرت بعض القصص التي كانت تسردها جدتها لهم وهم صغار حول تلك المجازر وقالت:" عندما كنا صغارًا كانت تسرد لنا جدتي بعض القصص عن تلك المجزرة، وكانت تقول إنه أُطلق اسم "سيفو" على المجازر التي ارتكبت، لأن العثمانيون كانوا يستخدمون السيف لقتل وذبح الشعب السرياني والأرمني وشق بطن النساء الحوامل".
واستهلت صباح شابو حديثها بذكرى مذابح سيفو المأساوية، وقالت: المذابح تمت بإصدار فرمان من السلطان العثماني أمر فيها بقتل الشعب الأرمني في بالبداية وعقب الانتهاء من ارتكاب مجزرة الأرمن، بدأوا بالشعب السرياني والآشوري واليوناني، لذا يعتبر هذا الفرمان إبادة بحق الشعوب الأصيلة التي كانت موجودة على أرضها التاريخية".
'أساليب العثمانيين في تعذيب وقتل النساء'
وأكدت صباح أن المرأة في تلك الأحداث تعرضت لأبشع وأشنع الأفعال الإجرامية من قبل الجنود العثمانيين، وقالت نقلًا عن ما كانت ترويها لهم جدتها إن العثمانيين كانوا يجردون النساء من ثيابهن بهدف إذلالهن قبل قتلهن، ثم يتم صلبهن لينزفن حتى الموت، وقالت: "وتوجد صور توثق ما أتحدث عنه، بالإضافة إلى تهجيرهن من مناطقهن، وما كن يتعرضن له من جوع وخوف مع أطفالهن ورجالهن، فهذه القصص سمعناها من أجدادنا الذين عاشوا تلك الأحداث".
وعن أساليب أخرى في التعذيب وقتل النساء، ذكرت صباح على لسان جدتها أن "أحد أنواع التعذيب بحق المرأة في تلك المجازر كان إقدام الجنود العثمانيين على المراهنة على جنس الجنين الذي في بطن الأم الحامل، وبعدها يقومون بثقب بطن المرأة الحامل وإخراج الجنين وقتله مع أمه".
'قطار الموت'
وتابعت صباح: "ومن القصص المعلقة في ذاكرتي قصة "قطار الموت" التي كانت ترويها لنا جدتي والتي كانت تسميها بالسريانية "تريندو موتو" أي "قطار الموت" حيث كانوا يضعون الأطفال والنساء والرجال بداخله، ثم يغلقون عليهم البوابة، ويرسلون القطار إلى المناطق المتجمدة شمالًا، وهم جياع وعراة ليموتوا هناك من البرد والجوع".
'تركيا لاتزال تتبع نهج العثمانية الإجرامي ضد الشعوب'
وتشير صباح إلى أن تركيا حفيدة العثمانية لاتزال تتّبع الأساليب نفسها، في محاولات صهر وإبادة الشعوب، ومتابعة نهجها الدموي وقالت: "خير مثال على ذلك احتلالها للعديد من مناطق شمال سوريا كعفرين وسري كانيه وكري سبي وما ترتكبه فيها من جرائم كالقتل والتهجير والتغيير الديمغرافي ونهب وسلب الممتلكات، للكرد والسريان والأرمن وباقي المكونات في تلك المناطق المحتلة، فكل هذه الأفعال تعيد إلى ذاكرتنا ما تعرضت له شعوبنا على يد العثمانية في مجازر سيفو وغيرها".
'على المجتمع الدولي الاعتراف بالإبادة الجماعية والمجازر التي ارتكبها العثمانيون'
وطالبت صباح شابو المجتمع الدولي بالاعتراف بالمذابح الذي حدثت بحق الأرمن والسريان واعتبارها إبادة جماعية وجرائم بحق الإنسانية، وإعادة حقوق الشعوب التي تعرضت لكل تلك الجرائم.
'هذه بعض أساليب ارتكاب المذبحة بحق الأرمن والسريان'
أما المواطنة السريانية، نورا حنا، فتحدثت لوكالتنا وسردت بعض ما سمعته من أجدادها عن تلك المجازر، وبدأت حديثها بذكر أساليب القتل التي تعرض لها الشعب السرياني والأرمني قائلة:" اختلفت طرق القتل الجماعي التي ارتكبها العثمانيون آنذاك، حيث كانت المذابح تجري بقطع الرأس بالسيف، أو شنقًا أو رميًا بالرصاص أو حرقًا أو بجرعات من السم أو الدفن أحياء، وتعددت أساليب القتل والمجرم واحد".
وأضافت نورا: "تركيا قتلت مئات الآلاف من الشعب السرياني والأرمني وحطمت طموحاتهم وآمالهم بالعيش بسلام، فلو كان من قتلوا في المذابح موجودين لكان عدد السريان والأرمن قد وصل إلى الملايين، ولم نكن الآن من الأقليات الموجودة في المنطقة".
'تركيا قديمًا وحديثًا دولة إرهابية شوفينية تمارس التتريك بامتياز'
وبيّنت نورا حنا في نهاية حديثها أن: "تركيا قديمًا وحديثًا هي دولة إرهابية شوفينية تمارس الإرهاب والتتريك بامتياز وتمارس نهج الإبادة والانتهاكات، وحتى هذا اليوم لاتزال ترتكب تلك الأفعال، وهي واضحة في كل من عفرين وسري كانية وكري سبي وغيرها من المناطق المحتلة من قبل تركيا".
(ل)
ANHA