تركيا واليوم العالمي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان

يتعرض المئات من الأطفال الأبرياء في المناطق السورية المحتلة لكافة أشكال الجرائم من "قتل، وتهجير، واغتصاب، وسجن"، بالإضافة إلى المعاناة الصحية والاقتصادية بسبب الحصار المفروض.

لا يزال مستقبل ملايين الأطفال في سوريا معلقاً بخيط رفيع؛ بسبب الأزمة السورية، والكوارث الطبيعية والصحية، وتعد المناطق المحتلة من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها أكثر المناطق التي ترتكب فيها الجرائم والانتهاكات بحق الأطفال.

ومع دخول الأزمة في سوريا عامها الـ 13، لا تزال أعمال العنف مستمرة في عدة مناطق، ويتعرض الأطفال لانتهاكات جسيمة، وحسب بيان لمنظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة، فقد قُتل وجرح نحو 13 ألف طفل، منذ بدء الأزمة في سوريا.

وأضاف البيان إن 6,81 مليون طفل في سوريا بحاجة إلى خدمات صحية أساسية، و3,75 مليون طفل في جميع أنحاء البلاد بحاجة إلى مساعدات غذائية، وكانت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل قد طالبت بضرورة مساعدة الإدارة الذاتية من أجل تسهيل إعادة الأطفال الأجانب في مخيمي الهول وروج إلى بلادهم وتوفير كافة أشكال الرعاية للمخيمين.

وعلى الرغم من التوصيات التي خرجت بها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الطفل، غير أن الاحتلال التركي ومرتزقته ما زالوا يقومون بانتهاكات جسيمة بحق آلاف الأطفال في شمال وشرق سوريا، وخصوصاً المناطق التي احتلوها، ووثقت وكالتنا عبر هذا التقرير العديد ما اقترفته تركيا، التي حصلت خلال هذا العام فقط، بمناسبة اليوم الدولي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان.

في 20 كانون الثاني؛ فقد الطفل أحمد عبد الغني السام حياته إثر اصابته بشظية في الرأس في هجوم لمسيّرة تركية على مفرق معشوق بمقاطعة قامشلو.

وفي 24 نيسان تعرضت قرية عين العبد في ريف ناحية تل تمر في مقاطعة الحسكة للقصف من قبل الاحتلال التركي أسفر عن استشهاد 3 أطفال هم  مريم خضر عويس (10 أعوام) واعتدال عويس (9 أعوام)، وعبد العزيز خضر عويس، وإصابة ضياء وزهرة خضر عويس.

في 16 نيسان، أصيب الطفل موسى مصطفى بكهنادي (16 عاماً) برصاص حرس الحدود التركية عندما كان يعمل بين أشجاره، في قريته الحدودية بوبان غرب مدينة كوباني.

وأسفر أيضاً قصف جيش الاحتلال التركي ومرتزقة على منطقة تل رفعت عن استشهاد الطفل محاميد العمر (16 عاماً)، واستشهاد الطفلة أميرة حسين خلف في تل رفعت أيضاً.

كما يقوم جيش الاحتلال التركي، ومنذ احتلال مقاطعة عفرين عام 2018 بجرائم يومية بحق الأطفال، وحسب منظمة حقوق الإنسان في عفرين، فقد بلغ عدد القتلى من الأطفال 90 طفلاً، وجرح 330 طفلاً، ومنهم:

أصلان مستو (14 عاماً) تم اختطافه من قبل مرتزقة "فرقة العمشات".

محمد علي إدريس (8 أعوام) مختطف من قبل الاستخبارات التركية مع والدته.

ماريا إدريس موسى (8 أعوام) مختطفة لدى الاستخبارات التركية.

ميرا إدريس موسى (عامان) مختطفة مع والدتها من قبل الاستخبارات التركية.

قُتل الطفل أسعد محاميد العمر وأميرة حسين خلف في تل رفعت نتيجة القصف التركي.

انتحار الطفلة زينب أمين علي في عفرين.

اختطاف إينجا فوزي مسلم (12عاماً) من قبل مرتزقة "الشرطة العسكرية" في عفرين.

نور شوكت حمو (14 عاماً) مختطفة لدى الاستخبارات التركية في عفرين.

زينب علي خليل (7 أعوام) كانت مختطفة لدى مرتزقة فيلق الشام.

علي صالح (15 عاماً) كان مختطف لدى الاستخبارات التركية.

وفي أيار الفائت ارتكاب متزعمي مرتزقة الاحتلال التركي جريمتي اغتصاب في أقل من أسبوع بحق طفلتين تبلغان من العمر (10 و14 عاماً) في عفرين المحتلة.

ووثّقت منظمة حقوق الإنسان في إقليم الجزيرة، استشهاد 3 أطفال، بالتفجيرات التي حصلت في المنطقة على يد مرتزقة داعش وحالتا قتل جنائي.

ويطلب جيش الاحتلال التركي والمرتزقة التابعون له فدية مالية من أهالي الأطفال بعد اختطافهم، كما يتعرض الأطفال اللاجئين في تركيا أيضاً للعنف والقتل، ففي عام 2017، تقدمت 691 أسرة في غازي عنتاب بطلبات للشرطة بخصوص اختفاء أطفالهم، وتجاوز عدد الأطفال المفقودين داخل الأراضي التركية الآلاف.

وفي مناطق شمال وشرق سوريا، فتحت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مكتب (حماية الطفل في النزاعات المسلحة)، وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد وقّعت في وقت سابق خطة عمل مع الأمم المتحدة من أجل حماية الأطفال والاهتمام بهم غير أن العديد من العوامل ما تزال تعرض حياة الأطفال للخطر ومنها:

عوامل اقتصادية

https://www.hawarnews.com/ar/uploads/files/2023/06/03/182707_dsc_0274.jpg

تؤكد الإدارية في منظمة حقوق الإنسان في إقليم الجزيرة أفين جمعة، أن شمال وشرق سوريا كانت ملجأ لآلاف الأطفال السوريين غير أن الهجمات التركية تسببت بتشرد الآلاف من أهالي المناطق التي احتلتها وعرضت حياتهم للخطر، وهم يعانون اليوم في المخيمات وبحاجة إلى الرعاية. والحصار المفروض على المنطقة وإغلاق المعابر، وآخرها إغلاق معبر سيمالكا، يعرض حياة آلاف الأطفال للخطر بشكل يومي.

عوامل صحية

وحسب منظمة حقوق الإنسان في إقليم الجزيرة، فإن الحصار المفروض على المنطقة والسياسات المتبعة لضرب الاستقرار في المنطقة أدلى إلى فقدان العديد من الأدوية التي يحتاجها الأطفال، وعلى الرغم من افتتاح العديد من المراكز الطبية غير أنه لا يوجد دعم دولي من الناحية الصحية على الرغم من وجود آلاف الأطفال في المخيمات.

عوامل نفسية

وبيّنت الإدارية في إقليم الجزيرة أفين جمعة، أن اطفال مرتزقة داعش في المخيمات في شمال وشرق سوريا معرضين لخطر كبير، كما يشكلون خطراً كبيراً على العالم أجمع، على الرغم من مراكز التأهيل النفسي التي افتتحتها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من أجل تأهيلهم، إلا أن آلاف الأطفال يعيشون مع أمهاتهم، ووفق القانون الدولي يحق للأم الاحتفاظ بهم وهؤلاء الأمهات يعلمن الأطفال التطرف الديني.

وأكدت أفين جمعة أن القوى الدولية مطالبة بحل هذه القضية بشكل عاجل لأن هؤلاء الأطفال سيكبرون على التطرف الديني وأغلبهم من جنسيات مختلفة.

كما استهدف الاحتلال التركي العديد من المنشآت التعليمية والمدارس في مناطق شمال وشرق سوريا، مما حرم الأطفال من استكمال دراستهم، وخاصة في مناطق الشهباء وتل تمر وزركان، كما حوّل المدارس في المناطق المحتلة إلى مقرات عسكرية.

عوامل طبيعية

خلال هذا العام، تعرضت المنطقة لكارثة الزلزال التي خلفت العديد من القتلى والجرحى من الأطفال، فقد أدى انهيار مبنى سكني فوق رؤوس قاطنيه في حي الشيخ مقصود في حلب إلى فقدان 12 شخصاً من مهجري عفرين المحتلة، لحياتهم بينهم 5 أطفال منهم: يوسف جعرو (عامان ونصف)، والطفلة حميدة جعرو (8 أعوام)، وجمال جعرو (7 أعوام).

وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قد أعلنت عبر بيان لها، استعداها لاستقبال اللاجئين السوريين من لبنان، وتؤكد الإدارية في منظمة حقوق الإنسان في إقليم الجزيرة أفين جمعة أنّ المنطقة بحاجة إلى السلام، ووضع حد للجرائم التركية، وخاصة بعد تولي أردوغان رئاسة البلاد مجدداً؛ لأن سياسة أردوغان تشكل أكبر خطر على الأطفال في المنطقة.
(أ ب)

ANHA   


إقرأ أيضاً