وثائق تظهر مراسلات بين داعش وتركيا

تظهر وثائق سرية تكليف زعيم مرتزقة داعش البغدادي الذي القتل، لمرتزقين في تركيا، مهمتهم إرسال المرتزقة "الأمنيين" إلى أوربا وبالتحديد إلى ألمانيا، عبر تركيا.

تظهر في وثائق سرية حصلت عليها وكالتنا ANHA، مراسلات بين داعش واحد المسؤولين الاتراك بأوامر زعيم مرتزقة داعش في العراق والشام أبو بكر البغدادي، الذي قٌتل في مساء 26 تشرين الأول في قرية باريشا التابعة لإدلب الخاضعة لاحتلال مرتزقة جيش الاحتلال التركي، والتي كان يدعي أردوغان بأنه حتى الطير لا يستطيع الطيران في هذه المنطقة دون أذننا.

الوثائق التي حررت تحت أسم "إدارة المهجرين في ولاية الخير"، تتضمن  تعليمات بتهريب المرتزقة وبشكل خاص الأمنيين (الأمنيين وهم مرتزقة يعملون في مجال جمع المعلومات وتوثيق المرافق والأماكن وتحديد الاحداثيات، والتخطيط للعمليات التي يقوم بها المرتزقة).

وجاء في الوثيقة المؤرخة بتاريخ الـ 18 من صفر عام 1437 حسب التقويم الهجري، الموافق في الـ  30 من تشرين الثاني عام 2015 "حسب البيان المذكور عن أمير المؤمنين يكلف الأخ الأنصاري حسين محمد العلي للسفر إلى تركيا ومن هناك يتكلف بإرساله الأخ الأمني المتواجد في تركيا وتحديد وجهة سفره إلى ألمانيا للعمل على بيان أمير المؤمنين".

أما الوثيقة الثانية والمؤرخة بتاريخ الـ 21 من صف عام 1437 حسب التقويم الهجري، المواقف في الـ 3 من كانون الأول عام 2015 حسب التقويم الميلادي، فهي بذات المضمون ولكن باسم المرتزق علي حمود العيسى.

تركيا هي الطريق الآمن لمرتزقة داعش للوصول إلى أوربا وبالعكس

من خلال هذه الوثائق التي حررت بأمر من البغدادي يتضح بأن على المرتزقة الذهاب إلى ألمانيا من خلال تركيا، وذلك لينظموا نشاطاتهم في أوربا.

وفي السابق ظهرت الكثير من الوثائق والثبوتيات التي تشير إلى أن المرتزقة الذين قدموا إلى سوريا من روسيا وشمال أفريقيا وباقي دول العالم، وارتكبوا المجازر في سوريا والعراق، كانوا يدخلون الأراضي السورية عبر الدولة التركية ورئيسها أردوغان، وتم إمدادهم بالسلاح والذخيرة من داخل الأراضي التركية.

فعلى سبيل المثال فالمرتزق الذي يدعى إلياس أيدن، ولقبه "أبو عبيدة"، وألقي القبض عليه في وقت سابق، أشار في شهر أيار من عام 2019 إلى العلاقة بين داعش والدولة التركية على الحدود، وخاصة العلاقة بين داعش وأردوغان.

'كنا نقوم بتجارتنا على الحدود بعلم الاستخبارات التركية'

وقال المرتزق أبو عبيدة حينها "كانت الحدود تحت سيطرتنا، وكنا على تواصل مع الاستخبارات التركية "MIT"، وكنا نجتمع بهم، وكنا نشتري كل شيء من مواد متفجرة، مواد كيماوية، أدوية، ومعالجة الجرحى عن طريق تركيا".

وكان المرتزقة إلياس أيدن قد أفاد حينها بأن داعش كان ينظم دخول العناصر إلى سوريا عبر تركيا، وكذلك الهجمات التي كانوا ينفذونها من خلال الدولة التركية، وقال "لهذا كانت هناك تنظيم خاص لداعش في تركيا".

العلاقة بين الاستخبارات التركية وفرع داعش في تركيا

ليتمكن مرتزقة داعش من تنظيم ممارساتها القذرة، وتنظيم علاقاتها الخارجية بشكل سلس ومنسق، افتتح مرتزقة تنظيماً خاصاً في تركيا باسم "مكتب تركيا"، أو مثل ما يسمونه "طاولة تركيا"، وأعدوا لها كادر خاص بها.

وقال إلياس أيدن بهذا الخصوص "قائمة الهجمات التي كان سيتم تنفيذها كانب في البداية تعرض على الاستخبارات التركية، والذي كان يسلم القائمة للاستخبارات التركية كان عبد الرحمن آلاغوز، وهو كان من ضمن الذين نفذوا هجوم سروج".

إضافة إلى ذلك وفي وقت سابق، كشف المبعوث الأميركي السابق للتحالف الدولي ضد داعش بريت ماكغورك، خلال ندوة حوارية في 20 تشرين الأول الفائت، العلاقة بين داعش وتركيا، قائلاً: "لقد أدرت حملة التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، لقد سمحت تركيا بمرور 40 ألف داعشي قدموا من 110 دول إلى مطاراتها ثم اتجهوا إلى الحدود السورية".

وأوضح بريت ماكغورك أيضاً أن: "الخلافة الداعشية كانت على الحدود التركية، لقد عملنا مع تركيا وزرت تركيا أكثر من أي دولة أخرى لحثهم على إغلاق الحدود، ولكنهم لم يفعلوا، وقال المسؤولون الأتراك إنهم لا يستطيعون إغلاق الحدود رغم طلبات التحالف المتكررة".

وقد كشفت اعترافات منشقين عن داعش بان داعش أقام في منطقة حدودية بين سوريا وتركيا مخيماً لتدريب الانتحاريين، ويقول أحد الموقوفين الفرنسيين: "أنه كان في هذا المخيم، وشاهد مجموعات يتلقون التدريب والخبرات العسكرية لإرسالهم إلى لبنان وليبيا ومدن أخرى في منطقة الشرق الأوسط".

وأثارت سياسات الرئيس التركي أردوغان الكثير من التساؤلات في المنطقة والعالم، وتدخلاته في الشأن السوري والعراقي بشكل فاضح، في أعقاب نشر العديد من وسائل الاعلام العالمية والأوروبية ومن المعارضة التركية حول العلاقة ما بين الرئيس التركي أردوغان ومرتزقة داعش.

(أ م/ أ ب)

ANHA


إقرأ أيضاً